الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٤٤
الدليل الحادي عشر:
حديث أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه السورة (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس) قال: قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها، وقال: الناس حيز وأنا وأصحابي حيز، وقال: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، فقال له مروان: كذبت، وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت وهما قاعدان معه على السرير، فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة فسكتا، فرفع مروان عليه الدرة ليضربه، فلما رأيا ذلك قالوا: صدق (102). (وقد أخرجه أحمد بسند صحيح).
أقول: فهذا الحديث فيه إخراج واضح للطلقاء، الذين (دخلوا في الإسلام) من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) بأكثر من دلالة:

(102) مسند الإمام أحمد (4 / 45) دار الفكر.
الحديث رواه الإمام أحمد عن محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن أبي سعيد الخدري، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين فالإمام أحمد وشيخه غندر وشعبة من كبار أئمة الحديث الثقات الأثبات وعمرو بن مرة شيخ شعبة ثقة عابد من رجال الجماعة وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز وهو ثقة ثبت من رجال الجماعة وهو يرسل وقد أخرج وقد أخرج الشيخان عنعنته في صحيحيهما، فالإسناد من أصح الأسانيد كلهم رجال الجماعة إلا أحمد بن حنبل وهو ثقة إمام...
وهذا الإسناد قد أخرج به البخاري ومسلم عدة أحاديث كما أخرج به أحمد وأصحاب السنن عدة وافرة من الأحاديث الصحيحة.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست