الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٤
لا يعرف إلا تعريفا واحدا للصحابي!!، ويجهل أن هنالك أكثر من سبع تعريفات، أشهرها تعريفان، وهما تعريف جمهور الأصوليين المرتكز على الشرع والعرف معا، وتعريف جمهور المحدثين - وخاصة المتأخرين - المرتكز على مطلق اللغة، وهذا الأخير هو المشهور عند كثير من المعاصرين، لدرجة أن بعضهم يظنه إجماعا!!، فلهذا كله ونظرا لاستعجال بعض الأخوة في الحصول على المحاضرة مكتوبة فقد هذبت (مبحث الصحبة الشرعية) وزودته بالآراء المخالفة مع الجواب عليها، وهاهو في شكله شبه الأخير.
أما مسألة (العدالة) فقد تناولتها ضمنا في هذا المبحث، وسيتم التوسع في تعريفها مستقبلا إن شاء الله.
وهذا المبحث الذي بين يديك - أخي الكريم - قد واجه ردود أفعال متضاربة، وإن كان معظم الردود - في تلك الأمسية - لم تفهم المحاضرة أصلا، وبعضها كان مبيتا - فيما يبدو - لتشويه المحاضرة وصاحبها بإعداد الملحوظات (المتوقعة!!) قبل سماع المحاضرة!! (2)، والتشويه أمر اعتدنا عليه كثيرا، كما اعتاد عليه كثير من الناس، ولذلك فتجارته أصبحت كاسدة في هذا الزمان أكثر من أي وقت مضى، فلا المشوه - بكسر الواو - يستطيع التأثير عند الله أولا، ولا عند أهل العلم ثانيا، لأن الله يعلم الحقيقة نفسها فلا يحتاج من أحد أن يزوده بالمعلومات، ولأن أهل العلم - وأقصد أهل العلم حقيقة لا شكلا - يمتلكون من الأدوات ما يستطيعون به معرفة الحقيقة أو ما يقاربها، ولا يهمهم المتحدث بقدر ما تهمهم معرفة المعلومة أيا كانت (3).

(2) بلغني أن كلية أصول الدين بجامعة الإمام عقدت اجتماعا قبل المحاضرة على مستوى مجلس الكلية، ثم كلفت بعض منسوبيها بالخروج إلى الدنيا!! وحضور المحاضرة!!، وسيأتي تعليقاتهم مع الرد عليها في الملحق، ليتبين للناس مدى مبلغ هؤلاء الناس في العلم والأمانة والضمير!!.
(3) قد يقول البعض: إن بعض أهل العلم قد يصدق بعض الوشاة والحساد، كما اعتدنا من كثير منهم أقول: إن صدق دون دليل ولا برهان صحيح فهذا ليس من أهل العلم!! حتى وإن أسماه بعض الناس بذلك، فهذه الألقاب والإطلاقات ليست بالتحلي ولا بالتمني وإنما بنص ومنهج وعقل وبحث.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست