الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٢
المقدمة " * "

" * " أعطيت بعض الأخوة نسخة سابقة على هذه النسخة في (88) صفحة أشبه بالمسودة وهذه النسخة أكمل وتعتبر بمثابة المبيضة الأولى وسأطلق عليها اصطلاحا (التعديل الأول) وسيأتي بعدها تعديلات وإضافات إلى التعديل النهائي الذي سأتبعه بتقسيم من يطلق عليهم الصحابة إلى طبقتين:
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة من المهاجرين والأنصار ومن في حكمهم كنساء المهاجرين والأنصار اللاتي شاركنهم في قدم الإسلام مع الهجرة أو النصرة وموالي المهاجرين والأنصار وحلفائهم المؤمنين والمستضعفين المكيين أو الشهداء بمكة مثل ياسر العنسي وزوجته سمية (وهما والدا عمار بن ياسر) ومهاجرة الحبشة ومن ثبت دخوله في هؤلاء بنص أو استثناء ونحو ذلك.
وسيتم الترجمة لأفراد هذه الطبقة كلهم وهم وحدهم المستحقون للفظ (الصحبة) بمعناها الشرعي وهؤلاء (المهاجرون والأنصار) طبقات كثيرة فالمهاجرون وحدهم طبقات من حيث قدم الإسلام فهنالك أوائل المسلمين وهناك مسلمو دار الأرقم ومنم مهاجرة الحبشة ثم مسلمو دار الندوة ثم بقية مسلمي الدعوة الجهرية،.. الخ ثم يشتركون مع الأنصار في طبقات المشاهد كبدر وأحد والخندق والحديبية، وهم الصحابة الصحبة الشرعية الممدوحة في الكتاب والسنة.
والطبقة الثانية: طبقة التابعين وهم:
1 - طبقة مسلمة ما بعد الحديبية، كخالد بن الوليد وطبقته.
2 - طبقة مسلمة ما بعد فتح مكة كالطلقاء والعتقاء والوفود والأعراب وطبقتهم.
3 - طبقة أطفال وصبيان الطبقتين.
4 - طبقة من عاصره (صلى الله عليه وسلم) مسلما ولم يرد ما يدل على لقياهم النبي (صلى الله عليه وسلم) فهذه الطبقات الأربع عدهم بعض العلماء في الصحابة وهذا خلاف الصواب فهم تابعون كلهم وهؤلاء التابعون - من حيث حسن الاتباع - قسمان رئيسان:
القسم الأول: تابعون بإحسان ظهر حسن إسلامهم واستقامة طريقتهم وصلاحهم وصدقهم مثل الحسن والحسين والعباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله وأغلب المهاجرة بين الفتحين (فتح الحديبية وفتح مكة) وهم طائفة كبيرة، وأغلب أبناء المهاجرين والأنصار من هذه الطبقة، وأقول هنا (أغلب) لأن بعض أبناء المهاجرين والأنصار هم صحابة صحبة شرعية مثل قيس بن سعد بن عبادة فهذا ووالده بدريان وكذلك عبد الله بن عمر شهد الخندق وما بعدها فهو صحابي صحبة شرعية.
بل يوجد في هذه الطبقة (طبقة التابعين) من هو أفضل من بعض الصحابة صحبة شرعية كالحسن والحسين فهما سيدا شباب أهل الجنة رغم أنهما تابعيان بل هناك خلاف بين بعض أهل العلم في تفضيلهما على أبي بكر وعمر لأن أبا بكر وعمر وردت نصوص أنهما سيدا كهول أهل الجنة فهل سيدا شباب الجنة أفضل أم سيدا كهول أهل الجنة فيه خلاف وإن كان الأكثر على تفضيل أبي بكر وعمر لكن هذا الخلاف دليل على أنهما أفضل من كثير المهاجرين والأنصار لكن تفضيلهما جاء بأدلة خاصة لا يقاس عليها فالصحابة من حيث الجملة أفضل من التابعين لكن بعض أفراد التابعين كالحسن والحسين أفضل من كثير من الصحابة وأبوهما أفضل منهما جزما كما جاء في الحديث.
القسم الثاني: التابعون بغير إحسان: وهم الذين ظهر ظلمهم أو فسقهم وكان غالبا على سيرهم كالوليد بن عقبة وبسر بن أبي أرطاة وأبو الغادية قاتل عمار وحرقوص بن زهير رأس الخوارج والحكم بن أبي العاص وأمثالهم.
وهناك تابعون يمكن أن يختلف فيهم بين هؤلاء وهؤلاء لاضطرب سيرتهم مثل عبد الله بن سعد بن أبي السرح وعمرو بن الحمق الخزاعي - إن صحت مشاركته المباشرة في قتل عثمان - وسعيد بن العاص وشرحبيل بن السمط وعمرو بن العاص ومحمد بن أبي حذيفة وأمثالهم وهؤلاء يحتاج الفرد منهم لبحث فقد يضاف للتابعين بإحسان وقد يضاف للتابعين بغير إحسان.
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست