وهذا الحديث الذي يعلن صراحة أن الإمام هو الفيصل بين الحق والباطل الذي تم التعتيم عليه من قبل الرواة والمحدثين تجنبه أصحاب الصحاح مثل البخاري ومسلم:
في الوقت الذي قاموا فيه بتضخيم حديث منسوب للرسول (ص) يقول: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي. وأشاعوه بين المسلمين.
على حساب حديث: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي الذي أصبح مجهولا متواريا أمام حديث: كتاب الله وسنتي.. 15 وقد نصت كتب العقائد على وجوب طاعة الحكام والصلاة والحج والجهاد من ورائهم وتسليم الزكاة لهم ولو كانوا فسقة فجارا.. 16 ومثل هذه الرؤية التي تضع الحكام في هذا الإطار العقائدي إنما تعني شيئا واحدا في نظر الفقهاء هو أن هؤلاء الحكام هم أئمة الحق المعصومون..
هذا في الوقت الذي يستخفون فيه بأئمة آل البيت (ع) وينفون عنهم الإمامة والعصمة التي منحتهم إياها النصوص الصريحة.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا والذي ينشر لأول مرة إنما هو مشعل من بين مشاعل كثيرة رفعها فقهاء صدعوا بالحق وتصدوا لظلمات الباطل وانطلقوا