فأن آل البيت هم امتداد لآل إبراهيم (ع) الذين جمعوا ما بين الكتاب والحكمة والملك..
وإن كان المجتمع المدني والعربي عامة قد تمرد على وصية الرسول وإمامة علي وخرج على نهج الكتاب وحرم آل البيت من الحكم فهو قد عجز عجزا كاملا من أن يحرمهم من الكتاب والحكمة الذي ورثوه عن النبي وظل عالة عليهم في هذا الأمر.. 19 لقد شاءت الإرادة الإلهية أن تكون الإمامة في آل البيت. وأراد الله تعالى أن يكون أئمة آل البيت حجج الله على العباد من بعد الرسول ومرجع هذه الأمة وأداة وحدتها وقوتها ومصدر الحكمة وسر النبوة وحفظة الكتاب..
(وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) ولو كانت الأمة قد سارت على نهج آل البيت وأقرت بإمامتهم ما كان يمكن أن يكون هناك وجود لفقهاء السلاطين ورواياتهم وسلاطينهم الذين فرقوا الأمة شيعا وأحزابا وأضلوها السبيل..
وما أعظم حاجتنا اليوم إلى هذا النور الرباني لنهتدي به وسط ظلمات العصر التي هي من صنع ذلك التراث الشيطاني المتولد من الروايات وأقوال الرجال وسياسة الحكام والذي طمس صورة الإسلام.
وما أشد حاجتنا وحاجة الإسلام إلى الأقلام المتحررة من تأثير الروايات والرجال والسياسة. المتجردة من الهوى والغرض لتقوم بدورها في إنهاض هذه الأمة المنكوبة المكبلة بأغلال الماضي..