تثبيت الإمامة - قاسم بن إبراهيم البرسي - الصفحة ٧
تقديم كانت ولا زالت الإمامة هي جوهر الدين إلا أن السياسة حالت دون ذلك وعملت على تشويه هذه القضية وتسطيحها..
لكن النصوص القرآنية الواردة حول الإمامة تنفي هذا التسطيح وتؤكد لنا أنها ضرورة من ضرورات الدين..
يقول تعالى: (.. إني جاعلك للناس إماما..) البقرة / 124 ويقول: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا..) الأنبياء / 73 ويقول: (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم..) الأسراء: 71 ومثل هذه النصوص الصريحة إنما تشير في دلالة واضحة إلى أن مستقبل الأمة وهدايتها يرتبط ارتباطا وثيقا بالإمامة ولو لم تكن للإمامة مثل هذه الأهمية ما منحت لنبي كإبراهيم كما يتضح من النص. الأول إذ أن دوره كنبي ورسول يكفي..
ومنحه هذا اللقب وتوجيهه للقيام بهذا الدور يعني أن مهمة الإمامة لها من الأبعاد والدلالات ما يتعدى حدود النبوة والرسالة أو هي امتداد لهما..
وما يؤكده لنا النص الثاني أن الإمامة مرتبطة بالهداية وهذا يشير إلى أن الانحراف عن الإمامة يعني الضلال والزيغ عن الصراط المستقيم.
يعني الانحراف عن أمر الله..
أما النص الثالث فيحمل دلالة مستقبلية تتعدى حدود الحياة الدنيا وترتبط بالبعث والآخرة.
وهذا يعني أن الإمامة قضية مصيرية يرتبط بها مستقبل المؤمن وآخرته ونجاته من النار وبقدر هذه الأهمية لقضية الإمامة التي تبرزها هذه النصوص في محيط الحق والهداية تأتي نصوص أخرى تبرز لنا مدى خطورة هذه القضية في محيط
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 4 5 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست