وقال ابن الجوزي: قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلبت مظانه وسألت عنه فلم أقع على المقصود به لأن ألفاظه مختلفة ولا أشك أن التخليط فيها من الرواة.. 8 وبنقل ابن حجر أنه يحتمل أن يكون الإثنى عشر بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان.. وقد قيل أنهم يكونون في زمن واحد يفترق الناس عليهم ويحتمل أن يكون المراد أن الإثنى عشر في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره.. 9 وينقل عنهم لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث بشئ معين.
فقوم قالوا يكونون بتوالي إمارتهم وقوم قالوا يكونون في زمن واحد كلهم يدعي الإمارة.. 10 ويظهر مما نقلنا أن الفقهاء يتخبطون في تحديد من هم الإثنى عشر الذين أشارت إليهم الروايات التي جزموا بصحتها، وبعضهم حسم الأمر بحصرهم في دائرة بني أمية. وجاء آخرون فأخرجوا حكام بني أمية ووضعوا مكانهم حكام بني العباس وهو ما يظهر من خلال كلام السيوطي حول هذه الروايات.. 11 ومثل هذه التفسيرات التي تتجه نحو الحكام وتصب في دائرتهم الهدف منها هو التمويه على أئمة آل البيت والتعتيم عليهم وعلى رأسهم الإمام علي والحسن والحسين من بعده وبقية أئمة آل البيت الإثنى عشر (ع).. 12