تثبيت الإمامة - قاسم بن إبراهيم البرسي - الصفحة ١٦
بمشاعلهم لينيروا طريق الحق للأمة متسلحين بكتاب الله عز وجل في مواجهة الحكام وفقهاء السلاطين وركام الروايات التي اخترعوها ليطمسوا فكرة الإمامة.
وقد استشهد المؤلف بكثير من الآيات القرآنية التي تدعم فكرة الإمامة وهذا الأمر إن دل على شئ فإنما يدل على عمق فهم المؤلف وتمكنه من أدوات فهم النص القرآني. وعلى رأس هذه الأدوات التجرد وهو ما افتقده المفسرون والفقهاء الذين تصدوا لنصوص القرآن وأمعنوا النظر فيها بعين واحدة بينما ركزوا العين الأخرى على الحكام والروايات..
أن المسلمين اليوم في حاجة ماسة لإعادة قراءة النص القرآني بعين المتجرد بعيدا عن تأثير الفقهاء والروايات وهو ما التزم به مؤلف الكتاب..
وحتى يتحقق الفهم المطلوب من النص القرآني لا بد من الالمام بالأمور التالية:
أولا: قراءة الواقع المدني ودراسة قطاعاته..
ثانيا: التحرر من تأثير الروايات المخترعة..
ثالثا: التحرر من تأثير السياسة والرجال..
إن فهم الواقع المدني ودراسة قطاعاته مقدمة ضرورية لفهم أبعاد النص القرآني ومدلولاته.. 17 والنصوص القرآنية التي تتعلق بالإمامة يتطلب فهم أبعادها ومدلولاتها قراءة الواقع المدني ودراسة قطاعاته وشرائحه كما يتطلب التحرر من الروايات والسياسة والرجال..
ولقد حال انعدام الوعي بتركيبة المجتمع المدني وطبيعته وإخفاء الصورة المثالية على واقعه ورموزه دون فهم النصوص القرآنية المتعلقة بالصحابة وعلاقتهم بآل البيت وموقفهم منهم..

17 - أنظر سورة التوبة وهي تحوي الكثير من النصوص التي تعري الواقع المدني وما يجري على ساحته من تجاوزات وصدامات وانحرافات ولأجل ذلك أطلق عليها الفقهاء اسم الفاضحة..
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست