تثبيت الإمامة - قاسم بن إبراهيم البرسي - الصفحة ٤٤
ثم فصل تعالى الليل من النهار وفرق برحمته بين الظلم والأنوار، لتمام ما أراد من إبقاء المدبر ولينتشر في النهار كل منتشر في ابتغاء حاجاته، وليسكن في الليل من فتراته، ولم يجعل الليل والنهار سرمدا، ولم يعر منهما من خلقه إلا مخلدا، فقال سبحانه " قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون " 27 فجعل الليل والنهار نعمة منه.
(فصول السنة) 28

٢٧ - القصص: ٧١، 72.
28 - يقول الجاحظ: فكر بعد ذلك في ارتفاع الشمس وفي انخفاضها لإقامة هذه الأزمنة من السنة وما في ذلك من الرفق والمنفعة، ففي الشتاء:
تغور الحرارة الشجر والنبات فتولد مواد الثمار، ويستكثف الهواء، فينشأ منه السحاب ويحدث عنه المطر الذي به حياة الزرع والأرض وتشتد أبدان الحيوان، وتقوى الأفعال الطبيعية فيها. وفي الربيع تتحرك الطبائع وتظهر المواد المتولدة في الشتاء فيطلع النبات وينمو الشجر وتظهر الأزهار، ويهيج الحيوان للسفاد. وفي الصيف: يحتدم الهواء فتنتج الثمار، وتتحلل فصول الأبدان ويجف وجه الأرض، فيمكن البناء والأعمال. وفي الخريف: يصفو الهواء فترتفع الأمراض وتقوى الأبدان ويمتد الليل، فيمكن فيه العمل لطوله إلى مصالح أخر ومنافع لا يهتدى إلى عملها، ولو تقصت لطال بذكرها الكتاب. أنظر المصدر السابق، ص 32، 33.
(٤٤)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (2)، الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست