تثبيت الإمامة - قاسم بن إبراهيم البرسي - الصفحة ٩
(من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبة فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر (من رأى من أميره شيئا فليصبر فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فمات فميتته جاهلية) وفي رواية أخرى: فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.. 1 هذه الروايات هي التي وضعت الحكام مكان الأئمة ودفعت بالفقهاء ليلبسوهم ثوب الأئمة ويوجبوا على المسلمين طاعتهم تقديسهم..
ومن جانب آخر شكلت هذه الروايات حاجزا حال دون فهم قضية الإمامة وموه على حقيقتها..
وقد برز من خلال هذه الروايات فقه آخر مناقض لفقه الإمامة ومشوه لها..
فقه ساند الحكام وسطح قضية الإمامة..
فقه قاد الأمة نحو الحكام ودفع بها إلى معاداة أئمة الحق والانحراف عنهم..
فقه جعل الحكام هم الأئمة ووطن في نفوس المسلمين أن الإمام يعني الحاكم الذي يوجب الإسلام طاعته والجهاد والحج معه ودفع الزكاة له والصلاة من خلفه..
وتفتت فكرة الإمامة وأصبحت تطلق على كل من يؤم الناس بداية من الحكم حتى الصلاة..
ومنذ ذلك الحين ساد هذا الاتجاه في واقع الأمة وتغلغل في التراث وسلم به المسلمون..
منذ ذلك الحين أصبح إثارة الفكرة الحقيقية للإمامة وإبراز مضمونها وحصرها في دائرة أئمة الحق يعد مخالفة لإجماع المسلمين وبدعا من الدين..
وعلى ضوء هذا المفهوم الزائف لفكرة الإمامة فسر الفقهاء قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء / 59.

1 - أنظر مسلم كتاب الإمارة وكتب السنن الأخرى..
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 4 5 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست