هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ٩٩
يكون مبنيا على تفهم ميولهم وكلامهم ومقالاتهم، وعلى محاكمة آرائهم بصورة مقبولة، ليتأتى له الطعن، كما أنه لا بد أن يكون قد طالع كتب الفلسفة التي بدئ بترجمتها ونقلها في أول الدولة العباسية، وخلط مناهجها بأبحاثه التي تناولها، شأنه في هذا شأن أكثر متكلمي الإسلام ولا سيما المعتزلة سواء بسواء. ومن الطبيعي أن يستفيد كما استفاد سواه، وأن يقتبس كما اقتبس غيره. لكن الشئ البارز في متكلمي ذلك العهد أن هذا الذي اقتبسوه من الآراء الفلسفية لم يطح بعنصرهم الإسلامي ولم تذب فيه شخصية تفكيرهم.
وكانت صلة هشام بالفلسفة وموقفه منها صلة مباشرة، كما نلحظه من بعض آرائه ومؤلفاته ومحاوراته، فهو وإن لم يكن فيلسوفا بالمعنى المألوف، لكنه لم يعدم الروح الفلسفي في مقالاته ومذاهبه، أنه يرد على مذاهب الفلاسفة وأصحاب الطبائع والثنوية وسواهم، كما يتبين ذلك من أسماء مؤلفاته، ويأخذ من مذاهب الفلاسفة ما يتفق مع عقيدته ومذهبه.
ونحن إذ نجد في تفكير هشام عناصر فلسفية كما سيأتي لا نكون مغالين إذا قلنا أن هشاما هو في رعيل أولئك الذين مهدوا الطريق للفلسفة الإسلامية، وفسحوا المجال أمامها لبداية عهد التطور وهي في بدء الدور الانتقالي إلى عهد فلسفي خالص.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242