وإننا إذ نقف بين هذه النصوص المتضاربة لا يمكننا أن ننزه هشاما عن القول بالتجسيم.
أولا: إن حكاية التجسيم عنه مستفيضة، حتى من بعض قدماء الشيعة أنفسهم، فإننا نجد الحسن بن موسى النوبختي من أكابر متكلمي الشيعة قد روى عن هشام التجسيم المحض في كتابه الآراء والديانات (1).
ثانيا: إن الصدوق ابن بابويه القمي قد روى في كتابه التوحيد كثيرا من الأحاديث التي تشعر بذهاب هشام بن الحكم إلى القول بالتجسيم (2).
ثالثا: أن الشيخ المفيد وهو من محققي الإمامية نسب إليه القول بأنه جسم لا كالأجسام (3).
هذا ولكن الذي عرفناه أن هشاما كان في ابتداء أمره من الجهمية كما سبق، ثم رجع عن تلك الطريقة، ودان بالقول بالإمامة بعد أن لقي الإمام الصادق عليه السلام، ورجع عن كل ما يخالف مذهب الشيعة.
ومن جانب آخر عرفنا أن تلامذة هشام كالسكاك وعلي بن منصور ويونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان كانوا يقولون أنه جسم لا كالأجسام على معنى أنه بخلاف العرض الذي