نشوء المذاهب والفرق الإسلامية - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١١٧
بأبي راشد، ولم تكن للخوارج قط فرقة أكثر عددا ولا أشد منهم شوكة.
والذي جمعهم من الدين أشياء، منها: قولهم بأن مخالفيهم من هذه الأمة مشركون، وكانت المحكمة الأولى يقولون: إنهم كفرة لا مشركون.
ومنها: قولهم إن القعدة (1) - ممن كان على رأيهم - عن الهجرة إليهم مشركون وإن كانوا على رأيهم.
ومنها: أنهم أوجبوا امتحان من قصد عسكرهم إذا ادعى أنه منهم: أن يدفع إليه أسير من مخالفيهم ويأمروه بقتله، فإن قتله صدقوه، وإن لم يقتله قتلوه، وقالوا: هذا منافق.
ومنها: أنهم استباحوا قتل نساء مخالفيهم وقتل أطفالهم، وزعموا أن الأطفال مشركون، وقطعوا بأن أطفال مخالفيهم مخلدون في النار.

(1) القعدة: غلب على قوم من الخوارج قعدوا عن نصرة علي (عليه السلام) وعن مقاتلته أيضا.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست