مناقشة الجبهان - السيد بدر الدين الكاظمي - الصفحة ٢٨
حسابك (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) فقد فات عليك وضوح بطلانها ولم تنتبه إلى أنك قد أسأت بوضعها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) إساءة يستمر شؤمها سرمدا وعثرت في تطبيقها عثرة لا تقال أبدا وذلك أولا - أن أئمة الحديث عند أهل السنة لم ينقلوا هذه الكلمة في شئ من صحاحهم ومسانيدهم المعتبرة لديهم وذلك يكفي في وضعها وبطلانها - ثانيا - أن الحديث بهذه الكلمة معارض بما هو قطعي الصدور عن النبي (صلى الله عليه وآله) ومجمع عليه بين الفريقين والحجة في المجع عليه دونه فيجب طرحه لأنه شاذ لا حجة فيه مطلقا - ثالثا - أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقرن عترته بكتاب الله إلا لأنه (صلى الله عليه وآله) أو دعهم علومه وحملهم أحكامه ليقوموا بحفظه وبيانه ويوضحوا للناس غوامضه ويدلوهم على تعاليمه دلالة واضحة لا خلجة فيها ولا التباس أما السنة فهي الأخرى كالقرآن تحتاج إلى من يقوم ببينها وحفظها ورعايتها كاملة غير منقوصة وذلك لا يمكن إلا لمن كان معصوما من الخطأ والنسيان والسهو والعصيان فهي لا تغني الأمة ما لم يكن لها قيم يقوم بها فأهل البيت هم القوامون عليها والحافظون لها والمبينون للناس ناسخها ومنسوخها ومحكمها من متشابهها ومجملها من مفصلها لا سواهم لعصمتهم وعدم عصمة غير هم من أفراد الأمة بإجماعها وأما عصمتهم فقد أثبتها لهم الحديث نفسه وذلك لأن القرآن معصوم فكذلك أعداله الذين لا يفارقونه معصومون ولا يمكنك أن تقول أن الحافظين لها والقوامين عليها هم العلماء المجتهدون لأنا نقول لك أن المجتهد يخطأ والخطأ طبيعي له فيؤدي خطاه إلى ضياعها والاجتهاد لا يحفظ صاحبه من الخطأ والنسيان فكيف تريد منه أن يحفظ السنة من الزيادة والنقصان لذا فلا يصلحون أن يكونوا قوامين بها كما أراد الله تعالى وأنزله.
أجل يا ابن جبهان الشيعة لا يقولون في أئمتهم إلا ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيهم لا في غيرهم من الأبعدين (مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) وفي حديث آخر (من تخلف عنها هلك) وقد أخرج الأول الجلال السيوطي في جامعة الصغير في أول ص 517 من جزئه
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»