مناقشة الجبهان - السيد بدر الدين الكاظمي - الصفحة ١٤
أمرهما وحكم بغير حكمها فحرموا حلاله وحللوا حرامه وغيروا أحكامه بعد أن أكمل الله لهم دينه على عهد نبيه (صلى الله عليه وآله) ولم يترك شيئا من أمره إلا جاء على بيانه.
فإذا كنت تريد من السلف هؤلاء الذين ذكرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فطعن فيهم وأشهر بهم وحكم بارتدادهم القهقرى مذ التحاقه بالرفيق الأعلى وتناشد الشيعة أن يكفوا عن الطعن فيهم وعن تجريهم وإلا استحقوا منك الشتائم والسباب إلى أن يصير في فيك التراب فحصولك على السراب أهون عليك من أن يستجيبوا لك هذا وقد فاتك قول الله تعالى في سورة النساء آية 145 (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا).
فبالله عليك إن كنت مسلما هل ترى أن من الدين أن تكف الشيعة عن الطعن في هؤلاء الذين طعن فيهم كتاب الله وأبعدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو هل ترى من الدين الذي أنزله الله أن يتركوا تلاوة كتاب الله وقرأة سنة رسوله (صلى الله عليه وآله) لأنهما جاءا على مهاجمة مثل هذا السلف والقدح فيهم والنيل منهم فإن كنت تريد هذا منهم فكان لزاما عليك أن تطلب من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) أن يكفا عن مهاجمتهم والطعن فيهم قبل أن تطلب ذلك من الشيعة وكان عليك أن تكيل لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) السباب والشتائم في منشوراتك على طعنهما في مثل هذا السلف قبل أن تكيل ذلك لهم ليرى الناس أنك تنشد وجه الحق في سب الله وشتم رسوله (صلى الله عليه وآله) لأنهما شتما هذا السلف وحكما عليهما بدخول النار فليس على الشيعة من ذنب إذا عملوا بكتاب ربهم وتمسكوا بسنة نبيهم (صلى الله عليه وآله) في طعن من طعنا فيه فإن للشيعة برسول الله (صلى الله عليه وآله) الأسوة الحسنة كما جاء التنصيص عليه في القرآن في سورة الأحزاب آية 41 بقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).
أرأيت كيف أن جهلك قد أفقدك رشدك وإحساسك فجرك إلى أن تكفر بالله العظيم وبرسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) فتترك التأسي به (صلى الله عليه وآله) في الطعن فيمن طعنا فيه وتسب الشيعة وتشتمهم لأنهم تأسوا به (صلى الله عليه وآله) وعملوا بسنته وقديما
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»