مناقشة الجبهان - السيد بدر الدين الكاظمي - الصفحة ٣٦
أسس مذهب الشيعة قلنا لك - أولا - لا وجود لهذه الشخصية الموهومة إلا في مخيلتك ومخيلة من يضربون على وتره من أعداء الشيعة وخصومهم كما حقق ذلك الأستاذ الفاضل السيد مرتضى العسكري في كتابه (عبد الله بن سبأ) بما لم يبق زيادة لمستزيد - ثانيا - لو فرضنا وجوده وهذا الفرض وإن كنا لا نقول به إلا على سبيل التساهل معك ومع ذلك فإن الشيعة قديما وحديثا يتبرؤن منه ويلعنونه كما يلعنون الكاذبين الذين ينسبون مذهبهم إليه بهتانا وزورا اللهم إلا إذا جاز في مذهبك أن تتبرأ من الإمام أحمد بن حنبل وجاز عندك أن تلعنه لأنه المؤسس لمذهب الحنابلة وأنت منهم طبعا وما يدرينا لعلك تستسيغ ذلك وترى جوازه ولو من باب قول القائل (اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي) وأيا كان فإن الذي أسس مذهب الشيعة يا ابن جبهان هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند نزول قوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) فهذا ابن حجر يقول في صواعقه ص 159 في الآية (11) من الآيات الواردة في فضل أهل البيت عن الحافظ جمال الدين الذرندي عن ابن عباس أنه لما نزلت (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي هم أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوك غضابا مقحمين) وهكذا سجله ابن الصباغ المكي المالكي في كتابه الفصول المهمة ص 122 فراجع ثمة حتى تعلم أن اسم التشيع كان شايعا في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) في شيعة علي (عليه السلام) وأن أول من سماهم بهذا الاسم وبذر هذه البذرة هو صاحب الدعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستمر بعده إلى اليوم وما بعده حتى تقوم الساعة.
وأما طعنك في عترة النبي (صلى الله عليه وآله) أهل بيته (عليهم السلام) ووصفك لهم بالآلهة ونسبتك الباطل إليهم فلعمري لقد أردت أن تذم فمدحت وأن تقدح فافتضحت فلم يزدهم ذلك إلا علوا ورفعة ولم يؤثر فيهم إلا عزة ومنعة وقد اتضح تحاملك الذميم بالإفك والزور على آل الرسول (صلى الله عليه وآله) بين طبقات بني آدم وكيف يرتجي غير ذلك ممن سبقه إليه سلفه (الصالح) فطعنوا في جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونسبوا إليه الأراجيف وتربصوا به الدوائر وابتغوا له الغوائل وكتموا خلافه
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 » »»