صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) اللهم إلا أن تلبسهم درع الاجتهاد الحصين عندك وتقول أنهم مجتهدون فأدى اجتهادهم إلى مخالفة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) في شتم بعضهم بعضا وضرب بعضهم بعضا بالنعال بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله) وحينئذ نقول لك إذا كان مثل هذا الاجتهاد جائزا في مذهبك ويكون عذرا مقبولا في مخالفة النص فلما ذا يا ترى لا يجوز للشيعة أن يجتهدوا في طعن من طعنوا فيهم من أسلافك ويكون مقبولا ولو كان مخالفا للنص على حذر زعمك (تلك إذن قسمة ضيزى) بل لنا أن نترقى ونقول أن اجتهاد الشيعة في طعن من طعنوا فيهم هو الصحيح دون اجتهاد أولئك لو صح لهم أن يجتهدوا في مخالفة النص وبمحضر النبي (صلى الله عليه وآله) وذلك لأن اجتهاد الشيعة كان موافقا للنص من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) في الطعن فيهم كما مر عليك بيانه مشفوعا ببرهانه.
ويطعنون في الذين طعنوا في جلال الله وقدسه فقالوا فيه تارة أن النار لا تمتلئ حتى يضع الرب تبارك وتعالى قدمه فيها فتقول قط قط وأخرى أن الجنة لا يدخلها إلا سقط الناس وليس الداخل إليها إلا الأنبياء، والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون وطورا يقولون أن الله تعالى خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعا وأخرى يقولون تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ومرة يقولون أنه تعالى يضحك فإذا ضحك أذن لهم بدخول الجنة على ما سجل ذلك كله البخاري في صحيحه في باب قوله تعالى وتقول هل من مزيد ص 127 من جزئه الثالث وفي باب يوم يكشف عن ساق ص 138 من جزئه الثالث وفي باب الصراط جسر جهنم ص 92 من جزئه الرابع.
وجملة القول نقول لك أن الشيعة يطعنون في كل من طعن في جلال الله تعالى وسمو نبيه (صلى الله عليه وآله) ونسب إليهما ما ترتعد من هوله فرائض أهل الدين وتتمزق من بائقته قلوب المؤمنين ويقد حون في كل من خالف الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وعصى