مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ٢ - الصفحة ٩٠
شركا، فلا فرق بين صدوره من النبي (صلى الله عليه وآله) أو غيره.
قال: قبله النبي (صلى الله عليه وآله) لأنه نزل من الجنة (1).
(١) جاء في الأخبار الشريفة من طريق أهل البيت (عليهم السلام)، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، نزلت ثلاثة أحجار من الجنة، مقام إبراهيم، وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود، وجاء في الأخبار في فضل الحجر الأسود، أنه لولا ما طبع الله عليه من أرجاس الجاهلية وأنجاسها إذا لاستشفي به من كل علة، وإذا لألقى كهيئة يوم أنزل الله عز وجل، وجاء أيضا في الأخبار، أن الحجر الأسود كان ملكا عظيما، وكان أول من أسرع إلى الإقرار لله تعالى بالربوبية، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، ولعلي (عليه السلام) بالوصية، ولم يكن في الملائكة أشد حبا لمحمد (صلى الله عليه وآله) وآل محمد منه، فلذلك اختاره الله وألقمه الميثاق فهو يجئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناضرة ليشهد كل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق، وفي بعض الأخبار: أودعه الله ميثاق العباد ثم حول في صورة درة بيضاء ورمي إلى آدم (عليه السلام) بأرض الهند فحمله آدم على عاتقه حتى وافى به مكة فجعله في الركن . راجع: سفينة البحار للقمي: ج ١ ص ٢٢٢ - ٢٢٣.
وجاء في حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني: ج ٤ ص ٣٠٦ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يجئ الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق. وفي مسند أحمد بن حنبل: ج ١ ص ٣٠٦ في مسند ابن عباس عنه: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج، حتى سودته خطايا أهل الشرك، وفي تاريخ بغداد: ج ٦ ص ٣٢٨: عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
الحجر الأسود يمين الله في الأرض، يصافح بها عباده.
وعن أبي سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبلك ما قبلتك فقبله ، فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام):.. يضر وينفع، ولو علمت ذلك من تأويل كتاب الله لعلمت أنه كما أقول: قال الله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم) * الآية، فلما أقروا أنه الرب عز وجل، وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق وألقمه في هذا الحجر، وأنه يبعثيوم القيامة وله عينان ولسان وشفتان يشهد لمن وافى بالموافاة فهو أمين الله في هذا الكتاب، فقال له عمر: لا أبقاني الله بأرض لست فيها يا أبا الحسن (عليه السلام). أخرجه الحاكم في المستدرك: ج ١ ص ٤٥٧ وابن الجوزي في سيرة عمر:
ص ١٠٦، والغدير للأميني: ج ٦ ص ١٠٣. ومن أراد الاطلاع أكثر على أحاديث الحجر الأسود فليراجع: كنز العمال: ج ١٢ ص ٢١٤ ح 34721 - 34752.