وعبد الله بن سلام أسلم بالمدينة. (1) وهذه الأمور إن لوحظ فيها اعتبار آخر، وهو أن بعض هذه الروايات مروية عن صاحب العلاقة مباشرة بالشكل الذي يجعل احتمال الكذب فيها قائما للتسالم على وجود مصلحة واضحة لرواية من هذا القبيل.
أقول: لو جمعت هذه الأمور بمجموعها فإن من حق المرء أن يتساءل عن المصداقية الحقيقية - ضمن علم الرواية - لمثل هذه الأحاديث، فلا هي وردت عبر مصدر شرعي، ولا هي مأخوذة بطرق منتظمة خالية من الارتباك، ولا هي متوافقة فيما بينها، فعلام إذن يتم التعلق بهذه الروايات دون غيرها؟.
ولئن كان المناط هو أخذ روايات العامة ومفارقة روايات أهل البيت (ع) فلقد روى أهل العامة أيضا بطرقهم أن الآية نزلت بحق علي، فلماذا لا تؤخذ روايتهم هذه، خاصة وأنها تنسجم مع معطيات المنحى الروائي الذي ينحو إليه البعض، فأهل العامة لا مصلحة لهم في الكذب إن قالوا بأنه علي بن أبي طالب (صلوات الله