من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٠١
لا تمثل للسنة والشيعة أدنى إلزام عملي بالعمل بمقتضى ما رووه، خصوصا وأننا سنلحظ إنهم قد يروون رواية تتعارض مع أختها أو تتضارب معها، وفي كل الأحيان يتم ذلك عن طريق راوية واحد، كما يحصل في الروايات التي تنسب لابن عباس، فلقد رووا عن ابن عباس قوله مرة أن شاهد هذه الآية هو عبد الله بن سلام، وأخرى بأنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وثالثة: بأنه كان يقول: ومن عند الله علم الكتاب، ونفس الأمر تلحظه في الروايات التي رووها عن مجاهد وقتادة.
وعدم الإلزام الذي نتحدث عنه بالنسبة لأهل السنة إنما سنه نفس هؤلاء الرواة، فلقد روى - فيما رووه - سعيد بن منصور عن قتادة بأنه عبد الله بن سلام، غير أنه في موضع آخر يروي قول قتادة: كان الحسن يقرؤها: ومن عند الله علم الكتاب، ونفس الأمر في رواية مجاهد بأنه عبد الله بن سلام غير أنه قال في مكان آخر: هو الله هكذا قرأها الحسن.
على أنه ليس من العسير على المرء أن يلاحظ في الروايات التي اعتمدها أهل العامة في هذا الخصوص هو الحجم الكبير من التعارض والتضارب بين الروايات التي تحدثت ضمن هذا الاتجاه، فلقد روى الطبري - مثلا -
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست