من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٩٦
الأحاديث، معتبرا هذا المفهوم مقياس صحة الحديث وفساده. (1) بل تراه يذهب إلى ما هو أكثر من ذلك حينما يرفض الحديث الصحيح المفسر للقرآن على غير طريقة التفسير الظاهري للقرآن فيقول: إذا كان نص قرآني وكان هناك حديث يؤول هذا النص، فالمقصود بهذا المعنى كذا غير المعنى الظاهر.. وهنا نلاحظ أن هذا النص الذي جاء ليفسر القرآن بغير ظاهره، هل يستقيم هذا التفسير مع قواعد اللغة العربية أم لا؟ هل يمكن أن يحتفظ القرآن ببلاغته مع هذا التفسير أم لا؟ لذلك ليس كل حديث نقبله ولو كان صحيحا يأتي بتفسير للقرآن غير التفسير الظاهر. (2) وما من شك في أن نفس القرآن يحكم كل شئ، ولكن حينما نجعل المفهوم القرآني (3) حاكما، فإن ما

(١) مجلة المنطلق العدد: ١١٣ ص ٣٢.
(٢) للإنسان والحياة: ٣٠١.
(٣) وهو مفهوم ضبابي يمكن أن يتسع لما يضيق عنه نفس القرآن، ويضيق عما أسهب القرآن في الحديث عنه، لكونه يخضع لتفكير البشر، وطريقة فهمهم للقرآن، وفي هذا التفكير الكثير من التعصب والمذهبية المسبقة القادرة على تطويع أصلب المفاهيم، وفي تلك الطريقة الكثير من الجهل والسذاجة بما لا يخفى على من له أدنى معرفة بعالم التفسير والحديث.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست