من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٨٦
وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل في هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلوات وأتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير " (1).
فهذه الوسطية التي تقف بين رسول الله (ص) وسائر الناس في مسألة الشهادة لن تكون إلا من خلال مواصفات دقيقة تقترب من مواصفات الشاهد وتتطابق معه، ولهذا كانت هذه الأمة الوسط مجتباة من قبل الله تعالى كما أشارت الآية الثانية، إذن فإنها ليست أمة بالمعنى الشعبي للموضوع، وإنما هي مجموعة مصطفاة من الأمة، عبر عنها بالأمة لأنها علم الأمة وشاخصها البارز، ولهذا عبر القرآن عن إبراهيم بأنه أمة في قوله تعالى: " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " (2).
ونلاحظ هنا أن هذه الأمة المجتباة، قد كانت حاضرة في وجدان إبراهيم (ع) بحيث أنه سماها وعناها باسم المسلمين، وكونها سميت بذلك فلخصائص

(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست