من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٩٠
أسسها أهل البيت عليهم السلام، والخروج عنها هو خروج عن المذهب، ولا يظنن البعض أن تيار الانحراف قد جمع ما بين دفتيه أكبر مقدار من الأقوال الشاذة ضمن إطار المذهب، (1) فالأقوال التي قرأناها واستمعنا لها بأصواتهم، لا تمثل حالة خلافية تبقى في دائرة الاجتهاد، والاجتهاد الآخر، وإنما هي حالة مخالفات لبنية المذهب وتركيبته، وبالتالي لم نك لنستغرب حينما حكمت المرجعية العليا في قم المقدسة ممثلة بالمرجعين الكبيرين الآيات العظام الشيخ الميرزا جواد التبريزي، والشيخ الوحيد الخراساني (حفظهما الله تعالى) على هذا التيار

(١) نقول ذلك لأن تيار الانحراف اجتهد في ادعاء أن أقواله لها ما يماثلها لدى علماء الطائفة، ولا بد لنا هنا من أن نشير إلى الفرق بين من يضم في أفكاره واحدة أو أكثر من الأفكار الشاذة ويبقى ملتزما في دائرة أساسيات التفكير العقائدي، وآخر نقب وبحث في غالبية كتب من تقدم من العلماء فعثر على شواذ أفكارهم أو ما يصلح للتطويع باتجاه الشاذ من التفكير، فضم هذه الشواذ إلى مجموعة انحرافاته كي يقول بأن أفكاره ليست من عندياته وإنما هي أقوال العلماء السابقين، أضف إلى ذلك فإن المقياس في الحق ليس هو الرجال أيا كانوا طالما خرجوا من دائرة العصمة، وإنما الأصل هو الحق الذي يعرف تفكير هؤلاء الرجال، وملاك هذا الحق هو القرآن وصحيح السنة المعصومة.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 » »»
الفهرست