ولم تقف في قبالها كل إجراءات القمع الأمني والإرهاب السياسي والحرمان الاقتصادي والعزلة الفكرية وغيرها، بالرغم من كل ما تميزت به هذه الإجراءات والتدابير من قسوة وشراسة لم نعهد أي تيار فكري أخر أن تعرض لها، وهي على الرغم من كل ذلك لم تنحن، ولن تصخ سمعا لهذه الضغوط، وليس هذا فحسب، وإنما راح الوجدان الشيعي المتوقد يعطي لإرادة السائرين كل الزخم الذي يحتاجون إليه، بشكل حول التشيع أخيرا إلى الهاجس المرعب الذي تخشاه كل التيارات الطاغوتية حاكمة كانت أم محكومة، علمانية كانت أم دينية، إسلامية (1) أم مسيحية أو يهودية أو بوذية. وبصورة أضحى الفكر الشيعي منارا لكل دعاة التحرر من القهر والاستعباد.
والتساؤل الذي لا بد منه هنا هو: هل هي محض مصادفة أن تقترن إرادة التحريفية الجديدة بعملها الدؤوب من أجل تحطيم تلك الطبيعة المعرفية التي أسست أساس الوجدان الشيعي، وكذا حملتها الشرسة ضد مواقع الإثارة المركزية في البنية الوجدانية (2) مع الرغبة الاستكبارية