مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣٥٥
المقام حقه فلا يجوز الاستقالة، وان لم يكن حقه فلا موضوع للاستقالة، ومع اعترافه بأنه ليس خيرا منهم فولايته ترجيح بلا مرجح وهو باطل عقلا وشرعا.
فليتأمل فيما قاله من تقمص الخلافة بعده: " بيعة أبي بكر فلتة وقى الله الأمة شرها " (1)، فالبيعة التي كانت فلتة وكانت شرا كيف يمكن الإيمان بها؟ وهل يجوز لمن يعتقد بالكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم أن يدخل في الفلتة ويستبدل الخير بالشر؟! وتأويل هذا الكلام وصرفه عن ظاهره مخالف لحجيته الظهور التي تدور على مدار الإفادة والاستفادة والاحتجاج والإعذار، ولولا حجية الظواهر يعتذر كل ملحد عن ظاهر كلامه بما يتخلص به عن كل مؤاخذة ونكال.
والبيعة الثانية كانت مبنية على الأولى، وهل يكون المبني على الفلتة والشر حقا وخيرا!
والثالثة بنيت على الثانية مع أنها جعلت في الشورى المركبة من الستة

(١) صحيح البخاري ج ٨ ص ٢٦ كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت، الفايق في غريب الحديث ج ٣ ص ٥٠ - شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ج ٢ ص ٢٦ و ٢٩ وموارد أخرى من هذا الكتاب، البداية والنهاية ج ١٢ ص ٣٣٨، تاريخ الخلفاء ص ٦٧، غريب الحديث ج ٣ ص ٣٥٥، النهاية في غريب الحديث ج ٣ ص ٤٦٧، المعيار والموازنة ص ٣٨ و ٢٣١، مصنف ابن أبي شيبة ج ٧ ص ٦١٥ و ٦١٦ و ج ٨ ص ٥٧٠، الثقات ابن حبان ج ٢ ص ١٥٦، تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٥٨، سبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ١٢٧، مسند أحمد ج ١ ص ٥٥، المصنف لعبد الرزاق ج ٥ ص ٤٤٢ و ٤٤٥، السنن الكبرى للنسائي ج ٤ ص ٢٧٢ و ٢٧٣ و ٤٣٣، صحيح ابن حبان ج ٢ ص ١٤٨ و ١٥٥ و ١٥٧ و...، تاريخ مدينة دمشق ج ٣٠ ص ٢٨٣، تاريخ الطبري ج ٢ ص ٤٤٦، السيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٨٧ ومصادر أخرى للعامة.
الاحتجاج ج ٢ ص ١٥٣ و ٢٣٥، مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٣١٥، الإيضاح ص ١٣٤ و ٥١٦، المسترشد ص ٢١٣ و ٢٤٤، شرح الأخبار ج ٢ ص ٢٣٤ ومصادر أخرى للخاصة.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»