تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٢٨٣
الرجلين فبايعوا أيهما شئتم وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر إلا أن تغتر (1) نفسي عند الموت فلما قضى أبو بكر مقالته قال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب (2) منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش قال عمر فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى أشفقت الاختلاف قلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط أبو بكر يده فبايعته وبايعه المهاجرون والأنصار فنزونا (3) على سعد بن عبادة فقال قائل من الأنصار قتلتم (4) سعدا قال عمر فقلت وأنا مغضب قتل (4) الله سعدا فإنه صاحب فتنة وشر وأنا والله ما رأينا فيما حضر من أمرنا أمر أقوى من بيعة أبي بكر خشينا (5) أن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فأما أن نبايعهم على ما لا (6) نرضى (7) وإما أن نخالفهم فيكون فسادا فلا يغترن امرؤ أن يقول (8) إن بيعة أبا بكر كانت فلتة فتمت فقد كانت فلتة ولكن الله وقى شرها ألا وإنه ليس فيكم اليوم مثل أبي بكر أخبرناه عاليا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي وأبو بكر محمد بن شجاع وأبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم قالوا أنا أبو المظفر محمود بن جعفر التميمي أنبأ عم والدي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر نا إبراهيم بن السندي بن علي ثنا أبو عبد الله الزبير بن أبي بكر حدثني سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال كنت أقري عبد الرحمن بن عوف في خلافة عمر بن الخطاب فلما كان في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب أتاني عبد الرحمن بن عوف ذات ليلة ونحن بمنى فقال لو رأيت أمير المؤمنين وأتاه رجل فقال إن رجالا يقولون لو قد مات أمير

(١) بالأصل: " تغير " وفي م: " تغر " والذي أثبت وافق ما جاء في مختصر ابن منظور ١٣ / ٩٠.
(٢) الجذيل تصغير الجذل وهو العود ينصب للإبل الجربى.
والعذيق تصغير العذق، وهو النخلة، وهو تصغير تعظيم (راجع اللسان وتاج العروس).
(٣) أي وقعوا عليه ووطئوه (النهاية).
(4) بالأصل وم: قبلتم... قبل. خطأ والصواب ما أثبت.
(5) في م: حسنا.
(6) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(7) بالأصل وم: يرضى.
(8) بالأصل وم: تقول.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»