مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٨٨
في المرجع الذي يرجعون إليه في نظم الإسلام وفي أحكام الدين الحنيف. ولإثبات هذين الأصلين عندهم أدلة عقلية ونقلية. فإن تم قولهم هذا كان النجاح الكامل والنجاة المطلوبة عندهم فقط، وإن لم يتم هذا فهم مشتركون مع غيرهم في العقيدة بالأصول الثلاثة السابقة، وإذا فالنجاة تكون لكليهما معا. وهذا هو غرض الطوسي ومن تبعه.
أما ما نقض به الخطيب على الطوسي بالإسماعيليين الذين يشتركون مع الاثني عشريين بالأصول الخمسة ومع ذلك فهم لا يعدونهم من أهل النجاة لأنهم يفترقون عنهم بعد الإمام جعفر الصادق عليه السلام فهو نقض غير وارد وغير صحيح.
ولتوضيح ذلك أقول للخطيب: أن الاشتباه في المصداق قد يكون أشد خطئا من غيره. ولنراجع إلى الأصول الثلاثة التي اتفق عليها المسلمون. وهي التوحيد والنبوة والمعاد. فلو اشتبهت جماعة وقالت إن التوحيد صحيح وهو من أول الأصول الاعتقادية ولكنه توحيد إله من آلهة اليونان، أو توحيد شيطان من شياطين الإنس، أتراه ناجيا. وهكذا لو قال إن النبوة صحيحة ولكنها نبوة مسيلمة بدل نبوة محمد بن عبد الله أو قال إن المعاد حق، ولكنه المعاد الروحاني الذي لم يرتضيه المسلمون فإن هذه المذاهب تنسف الأصول الثلاثة ولا تجعل لها قيمة عند المسلمين وهكذا الأصل الرابع الذي يقول به الشيعة وهو الإمامة فلو اعترف شخص بالإمامة التي عقدها النبي من بعده ولكنه قال:
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»