مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٩٣
حتى يمكن التبري من هذه الأحداث؟ إن هذه قضايا ثابتة ولا يمكن التبري منها، فما هو التبري الذي قاله الطوسي والموسوي والخنساري وأهاج قولهم الخطيب أشد الهياج؟
التولي قلنا هو عقد الولاية من الله لعلي عليه السلام. والتبري هو أن الله لم يعقد الخلافة لرجل آخر في زمن علي لغير علي سواء كان ذلك الرجل أبا بكر أو العباس أو طلحة أو الزبير أو أي شخص آخر من المسلمين ممن كانوا أفضل خلق الله أو ممن هم غيرهم.
وبعد عقد الخلافة لأي رجل من المسلمين ومبايعته من المسلمين وجب على كل من بايعه أن يسير على ما بايعه عليه. وقد بايع الشيعة الخفاء رغبة في اتحاد كلمة المسلمين وساروا على ما بايعوا عليه ودخلوا في جملة المسلمين ونصحوا لهم وجاهدوا معهم ومضى على ذلك مئات السنين. فمن المؤسف المؤلم أن يأتي رجل أو رجال ويقولون أن الشيعة لا يرضون بخلافتهم وقد مضى زمنهم. فما الذي يضر وما الذي ينفع الآن إن رضينا أو أبينا بعد أن وقع ما وقع وبعد أن ذهب الزمن بكل هذه الحوادث.
هذا ما يرجع للخلافة والخلفاء وللتبري والتولي. أما ما يرجع للأحاديث المروية فإنا نحمد الله أن الأحاديث المروية في عهد الشيخين قليلة جدا ولم تكثر هذه الأحاديث إلا في آخر أيام الخليفة الثالث ومن جاء بعده وعند الشيعة والسنة ما يسمى بكتب الجرح والتعديل يؤمن بها الطرفان ويعمل بها الجانبان ثم
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»