العربية والتراشق بينها في بذئ القول والنسب الباطلة من كل أمة لشقيقتها هو أحد العوامل في ذلك الاندحار ولم يلتفت الزعماء إلا بعد فوات الأوان فلماذا نعيد الكرة باسم الدين بعد أن جربناه باسم السياسة.
ووالله أن مقالي الذي مزقته كان يشبه مقالته في شدة الوطأة مع قيامه على أدلة وبراهين. ووالله مرة ثانية أني لم أمزقه خوفا أو رهبا (أو تقية) وإنما حداني لذلك أنه يخالف رأي المصلحين من رجال الطرفين.
إذن فلندع الخطيب يشتم وجماعته يفرقون سبابه على حجاج بيت الله الحرام.
وقد تزول هذه العنجهية القلمية إن عاجلا أو آجلا ببركة المصلحين من الطرفين.
وقد يخجل هؤلاء وأمثالهم مما كتبوه وعملوه بعد أن ينكشف لهم الحقيقة الناصعة ويعرفوا أن الشيعة ليس كما زرقه في أذهانهم المغرضون أو الجاهلون. وأن النجاة التي أهاجت حفيظة الخطيب لها مراحل تشكيكية متفاوتة، وأول تلك المراحل هو الاعتقاد بالأصول الثلاثة: التوحيد، والنبوة والمعاد. وهي الثلاثة التي جاء الكثير من آيات القرآن وسوره في تقريرها وتركيزها في الأذهان وهي الأساس لما جاء بعدها. وهذه الثلاثة الأصول يشترك بالاعتراف بها جميع فرق المسلمين.
ولكن الشيعة يضيفون لهذه الأصول أصلين آخرين، هما أن الله عادل لا يظلم ولا يحيف، وأن محمدا لم يمت حتى بين تكليف أمته من بعده