مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٩٢
فالشيعة قالوا وما زالوا يقولون أن الله أمر بولاية علي بعد الرسول وعقد الولاية له في كتابه العزيز وأمر نبيه أن يعلن بها في كل مناسبة تمر من أول يوم أنذر فيه عشيرته الأقربين وأطلعهم على نبوته ورسالته. وقد أطلعهم في ذلك الوقت على ولاية علي وخلافته. وهكذا مضى الحال حتى كانت بيعة الغدير في آخر حجة له صلى الله عليه وسلم وحينما علم بدنو أجله وقرب رحيله وقد قبل هذه الدعوى من قبلها وأنكرها من أنكرها. وهذا ليس شيئا مجهولا أو مخفيا حتى يشرحه الخطيب خصوصا وأن الأشخاص الذين قاموا بدار التقريب هم أعرف من الخطيب بهذا الأمر. وأظن أن الخطيب نفسه لم يهتم بهذا. ولكن الذي أهمه هو (البراءة) ولذلك عقب عليها بقوله: (العداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام) وهذا ناش عن تفسيره المغلوط للبراءة. البراءة ومعناها.
لا ينكر أي رجل ملك عقله أن أبا بكر صار خليفة بعد موت الرسول ثم جاء بعده عمر، ثم عثمان. وهل يستطيع أحد أن يتبرء من هذه الأحداث التي هي قد وقعت وانتهى دورها منذ مآت السنين، كما أن نصب الأول كان من المسلمين، والثاني بنص من الأول، والثالث بفعل الشورى التي رتبها الثاني وأمر بإجرائها بعد وفاته وكانت الشورى قد عينت عثمان خليفة على المسلمين؟ فهل ينكر هذا أحد أيضا شيعيا كان أو غير شيعي؟
(٩٢)
مفاتيح البحث: الحج (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»