16 - قبر علي وقبر المغيرة بن شعبة لا يا خطيبنا الإسلامي! ما هكذا تورد المقالات والكتب. ولا هكذا يلقي الكلام على عواهنه ومعائبه. إذا سألت أنت عن قبر يزيد ومروان فأجب عن ذلك، فأنت أدرى بهما منا ومن عارضك فهشم أنفه. أما قبر إمامنا الذي مات بين أيدينا وأنزلناه في قبره بأنفسنا، فنحن أدرى به منك ومن سلفك. ونحن لم نترك قبره منذ دفناه. فلن يشتبه علينا أمره، ولم يخفه حقبة من الزمن إلا خشية سلفك حتى إذا ذهبوا لغير رجعة كشفنا الحقيقة فبدت أنواره ساطعة جلية تستنير بها عيون وتعشى من ضوئها عيون.
وإذا أردت أنت زيارة قبر المغيرة بن شعبة دللناك عليه، فهو ببطن الوادي بالقرب من المحل الذي سمي بالغريين. فلا يشتبه عليك الأمر إلى هذه الدرجة. وقد نقصد نحن في بعض الأحيان قبر المغيرة بن شعبة ولكن لغير الجهة التي نقصد بها عليا عليه السلام فقد نزور قبر علي لنتصور التضحية العجيبة ونسيان الذات في سبيل الإسلام ونبي الإسلام والعلم الذي لا ينضب معينه لأن