التجأوا إلى الغير وكانت روسيا ترعاهم في كل ذلك فكان أول حفل عقد لهم في آذربايجان وهو الذي يشير له الأستاذ الخطيب ولما اشتدت ملاحقة ناصر الدين شاه لهم أثر عملية الاغتيال الذي حدث في طهران وغيرها من مدن إيران. قبض ناصر الدين على أقطابهم فتدخلت روسيا في ذلك واستخرجت زعيمين لهم من السجن ونقلتهم إلى بغداد. والزعيمان هما اللذان أحدثا بعد ذلك مذهب الأزلية والبهائية.
وفي بغداد لم يتصلا بعلماء الشيعة وإنما اتصلا بالنقشبندية في شمال العراق: وأخذ منهم البهاء بعض كلمات صوفية في واجب الوجود ووحدة الوجود مما جعلها بعد ذلك عكازا لدعوته الربوبية.
ولما اشتد الخلاف بين هذين الزعيمين الذين كانا أخوين وفرقت بينهما المطامع فأبعدتهما السلطات العثمانية إلى داخل تركيا أولا، ثم فرقت بينهما بأن جعلت أحدهما في قبرص وهو الملقب (بصبح الأزل) وأسكنت الثاني وهو الملقب (بالبهاء) في عكا من بلاد فلسطين. وفي عكا وجد بهاء بغيته، فهو قد وجد نفسه بالقرب من اليهود الذين كانوا يمدونه بالمال والرجال كيدا للإسلام، وهو قد وجد تسامحا شديدا من سنة فلسطين لم يكن يشاهد مثله في بلاد الشيعة، وقد يكون لحملاته الشديدة على الشيعة الذين حاربوه وحاربوا بدعه ومزخرفاته أثر في هذا التسامح، أضف لذلك كان يحضر الجمعة مع إمام المسلمين ليموه عليهم ولو لمدة من الزمن، والحقيقة أن مؤسس البهائية