له معرفة بفقه العربية، فضلا عمن أحاط علما بأجواء حديث الغدير، والقرائن الحافة به، والشواهد المعززة والفهم العرفي للصحابة وغيرهم منه، فالقوم شهدوا يوم الغدير، بعد رجوعهم من حجة الوداع، بطلب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الاجتماع في ذلك المكان، وفي مثل ذلك الحر القائظ وفي الهجيرة، وفي مفترق الطرق ليبلغهم ما أمره به ربه جل وعلا وبعد أن مهد لهم قائلا: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله. ثم كررها عليهم ثم أعقبها قائلا: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله (١).
ولقد فهم الصحابة من ذلك بدون عناء وتكلف أنه مولاهم بمعنى أميرهم، فأسرعوا يسلمون عليه بإمرة المؤمنين، واستأذن الشاعر حسان بن ثابت أن يقول شعرا بالمناسبة وفيه تصريح وتهنئة بإمرة المؤمنين (٢).
هذا، وقد نزل قول الله تعالى بعد ذلك التبليغ مباشرة ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ (3) نقل