مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٥٧
فلا حرمة فيه شرعا، ولا عقلا، بل هو محبوب، وواجب في بعض الأحيان.
4 - وقد دل هذا النص على أن المتفرد بالقول بالإجمال إنما هو السيد المرتضى، وأن القائل بالإجمال يعارض التعبد بالصبر على ذلك، فظهر أن المفيد - الذي مر افتراضه للتعبد - إنما يفترض ذلك على تقدير التفصيل، وأن القول بالإجمال ليس بحاجة إلى افتراض ذلك.
مبيت علي عليه السلام على فراش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الهجرة.
ثم إن ما يؤكد جواز إقدام الإمام عليه السلام على الأخطار مع علمه بها هو مبيت علي عليه السلام على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة هجرته من مكة إلى المدينة فاديا له بنفسه، حتى نزلت فيه آية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله...) الآية (207) من سورة البقرة (2).
وقد كان ذلك بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتوجه إلى الغار وأنام عليا على فراشه وألبسه برده (30).
فقال علي السلام في ذلك شعرا (31):
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر وبت أراعي منهم ما ينوبني * وقد صبرت نفسي على القتل والأسر ولم يكن يخفى على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما يتهدد الإمام عليه السلام من الخطر، فكيف أمره بالمبيت وأنامه على فراشه؟!
وما كان يخفى على علي عليه السلام خطر القتل والأسر، فكيف تعبد

(٣٠) انظر: تفسير الحبري: ٢٤٢ ح ٩، انظر: ص ٤١٠ - ٤١٦.
(٣١) المستدرك على الصحيحين - للحاكم - ٣ / ٤، ولاحظ: شواهد التنزيل ١ / 131.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست