مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٤٦
وكان فقيها متقدما فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب (22).
قال ابن أبي طي (ت 630 ه‍): كان أوحد في جميع فنون العلم:
الأصلين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرجال، والتفسير، والنحو، والشعر، وكان يناظر أهل كل عقيدة، مع العظمة في الدولة البويهية، والرتبة الجسيمة عند الخلفاء، وكان قوي النفس، كثير البر، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب، وكان مديما للمطالعة والتعليم، ومن أحفظ الناس، قيل: (إنه ما ترك المخالفين كتابا إلا وحفظه) وبهذا القدر على حل شبه القوم، وكان من أحرص الناس على التعليم، يدور على المكاتب وحوانيت الحاكة، فيتلمح الصبي الفطن، فيستأجره من أبويه، وبذلك كثره تلاميذه (23).
وقال السيد بحر العلوم (ت 1212 ه‍): المفيد رحمه الله شيخ المشايخ الجلة، ورئيس رؤساء الملة، فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلة، والكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلة، اجتمعت فيه خلال الفضل، وانتهت إليه رئاسة الكل، واتفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته، وكان - رضي الله عنه - كثير المحاسن، جم المناقب، حديد الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، واسع الرواية، خبيرا بالرجال والأخبار والأشعار، وكان أوثق أهل زمانه في الحديث، وأعرفهم بالفقه والكلام، وكل من تأخر عنه استفاد منه (24).
لقد وجه هذا الاعتراض إلى الشيخ المفيد ضمن المسائل الحاجبية فأجاب عنها ضمن الجوابات العكبرية المطبوعة، وإليك نص السؤال ثم الجواب:

(٢٢) رجال الطوسي: ٥١٤، وفهرست الطوسي: 168 رقم 710.
(23) سير أعلام النبلاء - للذهبي - 17 / 344.
(24) رجال السيد بحر العلوم 3 / 311 - 312.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست