مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٢١
كما دلت آيات أخرى على حصول الأفعال له:
فقال تعالى: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك...) الآية (44) من سورة آل عمران (3).
وقال تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) الآية (1) من سورة الكوثر (108).
وقال تعالى: (ذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء...) الآية (24) من سورة يوسف (12).
مع أن ذيل الآية - المستدل بها - وهو قوله تعالى: (... إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) يدل على المراد من صدرها:
فإن مهمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منحصرة بالإنذار والتبشير، وإنما خصصهما (لقوم مؤمنين) لاعترافهم وقناعتهم بالنبوة وإيمانهم بأنباء الغيب الذي يأتي به وينذر به ويبشر به.
بينما غير المؤمنين، لا يقتنعون بهذا الغيب، فماذا يريد النبي نفيه من الغيب في صدر الآية؟!
إنه ينفي عن نفسه العلم بالغيب الذي طلبوا معرفته منه بالاستقلال وبلا وحي، معرفة ذاتية لدنية، فإنهم كانوا يطالبونه بالإخبار عن علم الساعة، كأسئلة امتحانية يريدون إبكات النبي وإفحامه بها كما صرحت بذلك الآية السابقة على هذه والمرقمة (187) من سورة الأعراف، فكان النفي وأراد على (علم الغيب بالساعة) ومن غير الوحي، ولا من خلال الرسالة، ومن دون أن تتعلق مشيئة الله أن يعلمه نبيه.
وإلا، فنفس النبوة والإنذار والتبشير، هي من الغيب الذي جاء به، ومدح المؤمنين بأنهم (يؤمنون بالغيب).
فلو دل دليل على عدم إخبار نبيه به، مما اختص الله علمه بنفسه، كأمر الروح، وعلم الساعة، وما نص - من الأمور - على أن علمها عند الله، فهو من العلم المكنون الخاص بالله تعالى.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست