مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٨٣
خوف ولا مطر.
ورواه ذلك مالك في (الموطأ) (11) ومسلم في صحيحه بلفظ: في غير خوف ولا سفر، قال مالك: أرى ذلك كان في مطر، انتهى.
قال مسلم: وفي حديث وكيع قال: قلت لابن عباس: لم فعل ذلك؟
قال: كي لا يحرج أمته، وفي حديث أبي معاوية: قيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته.
وأخرج أحمد ومسلم أيضا (12) عن عبد الله بن شقيق العقلي، قال:
خطبنا ابن عباس يوما بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة، قال: فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني يقول: الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: أتعلمني بالسنة لا أم لك؟! ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، قال عبد الله بن شقيق: فحاك في صدري من ذلك شئ، فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقالته.
وقد علق سيدنا الإمام شرف الدين العاملي - رحمه الله ورضي عنه وأرضاه - على ذلك فقال (13): من هوان الدنيا على الله تعالى وهوان آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم على هؤلاء أن يحوك في صدورهم شئ من ابن عباس فيسألوا أبا هريرة، وليتهم بعد تصديق أبي هريرة عملوا بالحديث.
انتهى.
وأخرج مسلم (14) عن عبد الله بن شقيق أيضا، قال: قال رجال لابن

(١١) الموطأ ١ / ١٤٤ ح ٤، صحيح مسلم ٢ / ١٥١.
(١٢) مسند أحمد ١ / ٢٥١، صحيح مسلم ٢ / ١٥٢ - ١٥٣، وكذا رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار وأبو داود الطيالسي في مسنده ١١ / ٣٥٥.
(١٣) مسائل فقهية خلافية - مبحث الجمع بين الصلاتين.
(١٤) صحيح مسلم ٢ / 153.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست