مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٧٩
بالاتباع من الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل المذاهب الفقهية، لأن هؤلاء أيضا ينتهون في العلم إليهم عليهم السلام، وقد أخذ الإمامان أبو حنيفة ومالك عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، وقوله: (لولا السنتان لهلك النعمان) يشهد بها الخافقان.
ولنعم القول قول شيخ الإسلام العلامة الشيخ سليم البشري المالكي:
إن الأئمة الاثني عشر أولى بالاتباع من الأئمة الأربعة وغيرهم، لأن الأئمة الاثني عشر كلهم على مذهب واحد قد محصوه وقرروه بإجماعهم بخلاف الأربعة، فإن الاختلاف بينهم شائع في أبواب الفقه كلها فلا تحاط موارده ولا تضبط.
قال: ومن المعلوم أن ما يمحصه الشخص الواحد لا يكافئ في الضبط ما يمحصه اثنا عشر إماما، هذا كله مما لم تبق فيه وقفة لمنصف، ولا وجهة لمتعسف. انتهى (3).
أخرج الصدوق ابن بابويه رحمه الله في (الفقيه) بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن الصادق عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الظهر والعصر بأذان وإقامتين، وجمع بن المغرب والعشاء في الحضر من غير علة بأذان واحد وإقامتين.
وأخرجه الشيخ رحمه الله في (التهذيب) بإسناده عن عمر بن أذينة، عن رهط منهم الفضيل بن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام.
وأخرج في (العلل) عنه عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر والعصر في مكان واحد من غير علة ولا سبب، فقال له عمر - وكان أجرأ القوم عليه -: أحدث في الصلاة شئ؟ قال: لا، ولكن أردت أن أوسع على أمتي.

(٣) المراجعات - للإمام شرف الدين العاملي رحمه الله -: 129
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست