مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٧٤
ثم إن البديل الثقافي الذي اقترحه المؤلف لا يمكن أن يكون هو الشريعة الجارية في الحضارة الغربية المعاصرة، لفراغها وتنافيها من أبسط القيم والمبادئ البشرية وسقوطها وخروجها عن أبسط قواعد المنطق والعدل، وإن تظاهر الغربيين بدعوى حقوق الإنسان، والحرية، والمساواة بين البشر، وبين المرأة والرجل، ليس إلا إعلانا يستخدمونه ضد الأديان والشعوب الشرقية، لتضحيل ثقافاتهم، وتفريغهم من شرائعهم وأصول حضاراتهم المبتنية على التقاليد والأعراف الخاصة بهم، ودفعهم إلى التبعية الحضارية للغرب المستهتر بالقيم والمبادئ، وحقوق الإنسان والرجل والمرأة، والمعتمد على القوة والإكراه والسطو والقهر.
إن العلمانيين - بمثل ما قام به المؤلف - ليسوا إلا أبواقا مزيفة مأجورة للدعاية الغربية، وأيد عملية للحضارة الغربية في تزييف الإسلام وعقيدته وشريعته، يقومون بما قام به المستشرقون من قبل بأسم الدراسات العلمية والجامعية، وما قام به الرتل الخامس من أعمال تخريبية ضد الشعوب الأخرى، ولكن بلسان عربي، وبأقلام عربية، بدعوى صلته بالإسلام من خلال دراسة مصادره وتراثه وفكره وشريعته، وما هم إلا أجانب بعداء عن هذا الشعب وهذا الدين وهذا التراث.
إن قراءتنا هذه أثبتت زيف كل هذه الدعاوى الباطلة، بالحياد والتجرد ومعرفة التراث الإسلامي، بهدف تزييفه ونقده ودراسته!
إن عنوان (تدوين السنة) ليس إلا قناعا يراد به السيطرة على قول القراء، وليس محتواه إلا (تزييف الشريعة) وقطع أصولها وتسخيف أحكامها، ولكن أخفق المؤلف في مسعاه، لأنه لم يعرف (من أين تؤكل الكتف) كما يقول المثل المشهور.
(والله المستعان على ما يصفون).
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست