مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٩٠
عليه - وتصديق أبي هريرة إياه وموافقته له في مقالته - كما أخرجه مسلم - فإن قول الصحابة وفعلهم مستند إلى ما استفاض من جمعه صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، وكانوا هم حاضريه وفاعليه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فليس هو من اجتهاداتهم، ولا أقل من احتمال ذلك، كيف وقد رواه جماعة منهم، كجابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن مسعود وابن عمر وأبي هريرة فضلا عن ابن عباس - كما تقدم آنفا -، وحاشا الصحابة الكرام أن شرعوا في الدين ما لم يعلموا وروده في الشرع من التعبديات التي لا تعرف إلا من قبله، فضلا عن أن تقولوا على الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ويعزوا إلى ما لم يفعله.
تنبيه:
قال الخطابي في (معالم السنن) (35) - في حديث حبيب بن أبي ثابت الذي أخرجه مسلم والترمذي -: هذا حديث لا يقول به أكثر الفقهاء، وإسناده جيد إلا ما تكلموا من أمر حبيب. انتهى.
قلت: حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكاهلي الكوفي قد وثقوه.
قال الذهبي في (ميزان الاعتدال) (36): احتج به كل من أفراد الصحاح بلا تردد، وقال: وثقه يحيى بن معين وجماعة. انتهى.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وقال أيضا: كان ثقة ثبتا في الحديث.
وقال ابن معين والنسائي: ثقة.
وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة حجة، قيل له: ثبت؟ قال: نعم.
وقال أبو حاتم وابن عدي: صدوق ثقة.
.

(٣٥) معالم السنن ٢ / ٥٥ رقم ١١٦٧، وحكاه عنه في عون المعبود ١ / ٤٦٩.
(٣٦) ميزان الاعتدال ١ / 451 رقم 1690.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست