مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٢٠٤
وسنحاول فيما يلي أن نرصد حركة نشر التراث العربي الإسلامي في أوروبا على عجل، بالتعرف على أبرز المؤلفات التي عمل على نشرها المستشرقون منذ القرن السادس عشر.
يعد كتاب (البستان في عجائب الأرض والبلدان) لمؤلفه سلاميش بن كند غدي الصالحي، أقدم كتاب عربي نشر في روما عام 1585 م، على يد الطباع البندقي بازا، وكان هذا الكتاب هو الكتاب العربي الأول المطبوع هناك، بعد أن كانت المطبوعات العربية الأولى مقتصرة على المنشورات الكنسية (24).
وكانت (أول مطبعة عربية في أوروبا هي تلك التي أمر بإنشائها الكردينال فرنندودي مدتشي، كبير دوقات توسكانا، وكان يرئس هذه المطبعة، التي كان مقرها في روما، شاب إيطالي من بلدة كريمونا، يدعى جيوفني بتستا رايموندي، الذي أقام في المشرق فترة طويلة، ويحتمل أنه تعلم العربية، وعلى كل حال، فإنه اهتم بالخطوط العربية، والحروف العربية وخصائصها، فاستطاع أن يصنع حروفا عربية مختلفة الأوضاع: مفردة، متصلة بما قبلها، متصلة بما بعدها، في آخر الكلمة، وأتم حفر وتقطيع هذه الحروف العربية المتحركة المرسومة رسما جميلا، وابتداء من 6 سبتمبر 1586 اشتغلت المطبعة في جمع وطبع أول إنتاج لها، وهو كتاب (القانون) لابن سينا، ومعه (كتاب النجاة) الذي هو مختصر (الشفاء)، وتم إنجاز طبع (القانون) ومعه (النجاة) في 1593) (25)، وقد حمل غلاف الكتاب المطبوع هذا العنوان:
(كتب القانون في الطب، لأبي علي الشيخ الرئيس ابن سينا، مع بعض تأليفه وهو: علم المنطق وعلم الطبيعي وعلم الكلام).

(24) حمادة، محمد ماهر، مصدر سابق. ق 1: ص 248.
(25) بدوي، د. عبد الرحمن. مصدر سابق. ص 551.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست