مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٧٧
أمرا خطيرا كهذا يمضي على كر الزمان، ويخلد في بطون الأسفار، وهم أحر الناس على الغض من شأن العلويين وشيعتهم، ولا سيما في مثل هذا الشأن ذي البال والأثر الخالد " (101) ومراده من الأمر هو نسبة وضع النحو للإمام - عليه السلام - ولأبي الأسود.
3 - إن الشيعة يدعون أن أكثر العلوم منسوبة لأئمة أهل البيت - عليهم السلام - وأتباعهم، والحقائق التاريخية تثبت ذلك ولا يدعون ذلك جزافا بدون أدلة مقنعة وقوية، إذ تدل الروايات الصحيحة والحقائق التاريخية التي يذعن بها حتى خصومهم على نسبة أكثر العلوم إليهم (102) فلا يوجد هناك مبرر لاستثناء النحو منها، وهناك عوامل كثيرة أدت إلى نشأة أكثر العلوم على أيدي الشيعة ليس هنا مجال ذكرها، ومنها أن الشيعة تفرغوا أكثر للأعمال الفكرية والثقافية وبذل جهودهم في مثل هذه المجالات.
4 - وبالإضافة لذلك كله، ما ذكرناه في موضوع " الاختلاف في الوضع " من كثرة الروايات والآراء، ومن دلالة " نهج البلاغة " وغيرها على ذلك، فمن الروايات ما ذكره الحافظ ابن كثير في ذيل تفسيره " فضائل القرآن " ص 15 - طبع في ذيل المجلد الرابع -: " قد توجد مصاحف على الوضع العثماني يقال إنها بخط علي - رضي الله عنه - وفي ذلك نظر، قال في بعضها (كتبه علي بن أبي طالب) وهذا لحن من الكلام، وعلي - رضي الله عنه - من أبعد الناس عن ذلك فإنه كما هو المشهور عنه هو أول من وضع علم النحو - فيما رواه عنه أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي - وأنه قسم الكلام إلى: اسم وفعل وحرف، وذكر أشياء أخر تممها أبو الأسود بعده، ثم أخذ الناس عن أبي الأسود فوسعوه فصار علما مستقلا " وهو يؤكد ما ذكرناه من الجمع بين الروايات المختلفة في هذا المجال، وعن بدائية النحو الذي وضع.

(101) نشأة النحو: 23.
(102) لاحظ كتاب " تأسيس الشيعة لفنون الإسلام " ففيه الكثير من الأدلة على هذه الحقيقة.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست