النحو - في الروايات - هو تحريك المصحف الشريف بتنقيطه وليس النحو بمعناه المصطلح.
وقبل أن ندخل في مناقشتنا لهذا الرأي يجدر بنا أن نبحث حول عملية تحريك المصحف الشريف بالتنقيط والتي قام بها أبو الأسود بإجماع القدماء.
فتذكر - في الكتب والمصادر القديمة والحديثة - الطريقة التي ابتكرها أبو الأسود في تحريك المصحف الشريف وهي في واقعها الأساس للحركات الإعرابية التي تعتمد على المعرفة النحوية واللغوية وتدل أيضا على قوة الابداع والابتكار التي يملكها أبو الأسود وهو يؤكد أكثر إبداعه لعلم النحو، فيقول أبو العباس المبرد عن أبي الأسود: " أول من نقط المصاحف " (105)، ويقول السيرافي: " كان أبو الأسود لا يخرج شيئا مما أخذه عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - إلى أحد حتى بعث إليه زياد وقال له: اعمل شيئا لتكون فيه إماما ينتفع به الناس وتعرب به كتاب الله، غير أن أبا الأسود رفض حتى سمع قارئا يقرأ: (إن الله برئ من المشركين ورسوله) فقال: ما ظننت أن أمر الناس يصل إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به الأمير فليبغني كاتبا لقنا يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي بآخر، وقال أبو العباس: أحسبه منهم، فقال له أبو الأسود: إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة بين يدي الحرف وإن كسرت فاجعل النقطة تحت الحرف، فإن أتبعت شيئا من ذلك غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين، فهذه نقط أبي الأسود " (106) ولعل مراده من النقطتين هو التنوين وأن التنوين علامته نقطتان. ويمكن أن يكون مراد السيرافي من (الشئ) في قوله: " كان أبو الأسود لا يخرج شيئا مما أخذه عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - " هو تنقيط المصحف، ويمكن أن يكون النحو.
" ومن كتاب المطالع السعيدة لجلال الدين السيوطي قال: وأخرج ابن