مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٧٢
أيدينا - وسند الرواية فيه، فإنه يروي عن السابقين، فإذا روى عن بعضهم فقد يصل بالسند إلى أبي الأسود وينتهي عنده، وهذا يدل على أنه كان الواضع الأول " (96)، إذا فسيبويه أشار إلى أبي الأسود في كتابه إما بالإيماء كتعبير السابقين والبادئين والأولين حيث يشعر هذا التعبير بقدمهم زمنيا لا أنهم مقاربون لعصره، أو أشار إليه بالتصريح كما ذكره كمال إبراهيم.
مع الاعتراض الرابع ونناقش فيه مشكلة اختلاف الروايات، في سبب الوضع، وفي الشكل اللفظي للروايات، وفي الواضع.
1 - الاختلاف في سبب الوضع:
عرفنا سابقا مدى شيوع اللحن، ومدى خطورته الدينية واللغوية، وكان الإمام - عليه السلام - قد اطلع على بعض مضاعفات ومظاهر هذا الوباء على الألسنة، كما أن أبا الأسود كان يلمس بين آونة وأخرى مدى انتشار اللحن بين المسلمين نظرا لثقافته اللغوية وإحساسه باللحن وتفكيره الدائم في هذا المجال، وكان يرى أمثالا وشواهد كثيرة للحن بين الناس، وكان ينقل بعض هذه الشواهد والمؤشرات للإمام - عليه السلام - كما درسنا ذلك.
إذا فالسبب الذي دعا إلى وضع النحو هو (انتشار اللحن)، ولا يمكن أن يكون اللحن منتشرا إلا إذا كانت هناك مؤشرات وشواهد عديدة تعبر عن هذا الانتشار، أما إذا كان هناك شاهد واحد للحن - أو شاهدان - فلا تدفع مثل هذه الضئالة الإمام - عليه السلام - أو أبا الأسود لوضع النحو، لأنه حينئذ لا يشكل حافزا قويا فاعلا لوضعه، فإذا أدركنا ذلك عرفنا لماذا تعددت الأسباب لوضع النحو.
يقول عبد الرحمن السيد: ".. لأنه إذا كان السبب في التفكير في هذا

(96) كمال إبراهيم، واضع النحو الأول، مجلة البلاغ، العدد 9 ص 27.
(٧٢)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست