مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٧٥
الخصائص التي يتميز بها الإمام - عليه السلام - فهو يملك أكثر المؤهلات التي تؤهله لوضع النحو، وليس هناك مانع يمنعه عن ذلك والروايات الكثيرة وإجماع المؤرخين كلها تدل على وقوع هذه الحقيقة أيضا.
إذا فلا يمكن لنا أن ننكر دور الإمام - عليه السلام - في وضع النحو، كما لا يمكن أن ننكر دور أبي الأسود ومشاركته في ذلك، فالرأي الصائب أن نقول:
إن الإمام - عليه السلام - وضع بعض القواعد الرئيسية في النحو، وفتح عيون أبي الأسود على هذا العلم، ووجهه إلى الطريق وأكد عليه مواصلة البحث فيه، فأضاف أبو الأسود - على ضوء ذلك - أبوابا وقواعد أخرى للنحو، ووسع وطور ما وضعه الإمام - عليه السلام -.
وعلى هذا الأساس فإن عملية الوضع قد شارك فيها الإمام - عليه السلام - وأبو الأسود، وكان لكل منهما دوره الفاعل الخلاق في هذا المجال، وبذلك يمكن الجمع والتوفيق بين هذه الروايات المتعارضة صوريا، فلا حاجة إلى طرح بعضها والالتزام بالبعض الآخر ما دام الجمع ممكنا اتباعا للقواعد والمقاييس المتبعة في مجال الروايات المتعارضة، حيث أن (الجمع مهما أمكن أولى من الطرح)، فذكر الإمام بعض القواعد العامة، وواصل أبو الأسود المسير في تفريعاتها وتطويرها وإضافة أبواب لها بتوجيه من الإمام - عليه السلام - وتأكيد منه على ذلك، لأنه تلميذه المتميز بالخبرة اللغوية، والذهنية الوقادة، كما ذكرنا عن خصائصه فيما سبق.
ولكن هناك من ينكر نسبة النحو للإمام - عليه السلام - على اعتبار أن الأخبار والروايات التي تثبت نسبة النحو للإمام - عليه السلام - هي من وضع الشيعة الذين يحاولون نسبة كل علم لأئمتهم - عليهم السلام - أو أصحابهم، وأتباعهم، فهي موضوعة لسبب مذهبي.
فيقول أحمد أمين: " وأخشى أن يكون ذلك من وضع بعض الشيعة
(٧٥)
مفاتيح البحث: أبو الأسود (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست