مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٧٩
الحوادث، كشيوع اللحن مثلا الذي كان منتشرا في العراق بعد انتشار الأجانب فيه وتوسع البلاد الإسلامية واختلاطهم بالشعوب والثقافات الأخرى، بالإضافة إلى أنه ليس هناك من مبرر وسبب يفرض التكتم على النحو وإخفائه خلال هذه المدة من حين اكتسابه من الإمام - عليه السلام - حين كان في المدينة يتعلم ويدرس الثقافة الإسلامية على يد الإمام - عليه السلام - إلى حين ولاية زياد في أيام معاوية.
فالرأي الراجع هو أن أبا الأسود اكتسب القواعد الأساسية للنحو من الإمام - عليه السلام - حين مجيئه إلى العراق، وبعد أن لمس انتشار اللحن وأدرك أخطاره الكبيرة - في المجال الديني خاصة -، ولكن هناك عوامل كثيرة أدت إلى إخفائه - سنذكر بعضها في موضوع التنقيط - ولعل منها ظروف تلك المرحلة المثيرة الصاخبة التي أدت إلى عدم الاعلان عنه إلى أن تهدأ الأجواء، لأن أبا الأسود كان مشاركا أيضا في شتى المهام والنشاطات العسكرية والسياسية والاجتماعية في تلك المرحلة - كما ذكرنا ذلك في ترجمته - ولكن بعد شهادة الإمام - عليه السلام - في محراب مسجد الكوفة، وحين هدأ الجو لأبي الأسود ولم تعد الحوادث والمناصب تستغرق أوقاته حينذاك - كما ذكرنا في ترجمته - تفرغ إلى البحث والدراسة وأظهر ما اكتسبه من الإمام - عليه السلام - بعد إلحاح الحاجة والضرورة على ذلك، ولم يكتف بما اكتسبه من الإمام - عليه السلام - بل حاول التوسع فيه جهد طاقته وبما يملكه من فكر وثقافة.
وحين كان يجلس في مسجد البصرة ويتردد عليه بعض طلاب الثقافة أو حين كان يجتمع مع الناس في كل مكان كان يعرفهم حينذاك على هذه الفكرة الجديدة وعلى كيفية ولادتها.
مع الاعتراض الخامس ونناقش فيه الرأي الذي يذهب إليه المعارضون بأن المراد من العربية أو
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست