مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٧١
بعد ذلك " يقول محمد بن سلام: سمعت رجلا يسأل يونس عن ابن أبي إسحاق وعلمه، قال: هو والنحو سواء، أي هو الغاية فيه، قال: فأين علمه من علم الناس اليوم؟ قال: لو كان في الناس اليوم من لا يعلم إلا علمه لضحك به ولو كان فيهم أحد له ذهنه ونفاذه، ونظر نظره كان أعلم الناس " (93) فإذا كان شأن آراء ابن أبي إسحاق كما ذكر فكيف يكون الحال في آراء أبي الأسود وهو متقدم زمنيا عليه؟!
3 - الرواة المعاصرون لأبي الأسود:
ولكن كل ذلك ليس بشئ أمام ذلك الحشد الكبير من الروايات المثبتة لهذه النسبة " وبعض الروايات لمؤرخين كانوا قريبي العهد إلى عصر وضع النحو " (94) كما مر ذكرهم، إضافة إلى ما ذكره النحاة في كتبهم وسيبويه نفسه " من ذكر اصطلاحات نحوية وقواعد عرفت بالنقل عن البادئين الأولين، والناقلون هم من أوثق الثقات كالخليل بن أحمد وابن العلاء، فقد درس هؤلاء على رجال الطبقة الثانية " (95) فإذا لم يكن البادئون الأولون أبا الأسود وتلاميذه، إذن فمن يكونون؟! مع العلم أنه لم تفصل - كما يدل الرأي السابق - بين طبقة الخليل وابن العلاء وبين طبقة أبي الأسود فترة زمنية واسعة، هذا كله بالإضافة للشواهد التي ذكرناها سابقا التي تدل على وجود كتاب لأبي الأسود في النحو وتعرض بعض الكتب النحوية لآرائه ووضعه أمثال تقسيم الكلمة.
4 - سيبويه وأبي الأسود:
وبعد ذلك كله يقول كمال إبراهيم: " وهذا كتاب سيبويه - وهو بين

(93) أخبار النحويين البصريين: 20.
(94) كمال إبراهيم، واضع النحو الأول، مجلة البلاغ، العدد 9 ص 27.
(95) كمال إبراهيم، واضع النحو الأول، مجلة البلاغ، العدد 9 ص 27.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست