مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٦٩
هناك اكتساب، بل كل لغة ابتكرت نحوها بعد تجمع العوامل المحفزة على ذلك؟!
وأنا لا أريد أن أؤيد نظرية الأصالة وعدم الاكتساب بصورة مطلقة وشاملة، بل أريد أن أقول: إنه لا يمكن اكتساب النحو العربي من النحو السرياني، للأسباب التي ذكرناها.
إذا - وكما قلنا سابقا - فإن فكرة اكتساب النحو في بدايته (فريضة) لا تثبتها أدلة وروايات تاريخية على العكس من (أصالته) التي تثبتها - بالإضافة إلى الأدلة التي يذكرها المعاصرون والقدامى - روايات ونصوص تاريخية تؤكد هذا الرأي، وأن الإمام - عليه السلام - أو أبا الأسود قد وضع النحو العربي.
ولكن على أي احتمال فلا يتأخر تاريخ بداية النحو عن تلك المرحلة الزمنية التي عاشها الإمام - عليه السلام - وأبو الأسود.
مع الاعتراض الثالث ونناقش فيه الرأي الذي يذهب إلى " أن أقدم من نسبت إليه آراء نحوية هو عبد الله بن إسحاق، ولا يجد رأيا لأبي الأسود، ولا لطبقتين بعده في كتاب سيبويه أو ما بعده " (90) كما مر ذكره.
ومناقشتنا - كما هو منهجنا - على خطوات:
1 - تأخر التدوين:
فقد تأخر التدوين والكتابة في شتى المجالات الثقافية - إلا في المصحف الشريف - وليس في مجال النحو فحسب، بحيث كانت المسائل تحفظ في الذاكرة دون محاولة تدوينها وكتابتها - كما تذكر ذلك المصادر التاريخية - ومن هنا نفسر اختلاف الروايات في شكلها ومتنها - حتى بالنسبة للحديث الواحد -، وهذا الأمر

(90) إبراهيم مصطفى، في مقالة له في مجلة الآداب، نقلا عن مدرسة البصرة النحوية: 53.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست