لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٣٠
أبي بكر، حذرا من التطويل ورعاية للاختصار وإلا فقد ثبت في كتب التواريخ من العامة والخاصة أن أمة محمد صلى الله عليه وآله كافة كانوا في بدو الأمر مخالفين لبيعة أبي بكر، خصوصا الرؤساء مثل سعد بن عبادة ومالك بن نويرة الذين قتلا لشدة مخالفتهما وأكابر الصحابة الذين تقدم ذكر بعضهم، حتى مثل العباس وابنه عبد الله وحتى مثل أبي سفيان ونظائره من المنافقين كلهم كانوا مخالفين لبيعته، ثم بعد جلوسه على سرير الملك وتمام أمره بمعاونة المنافقين تبعه أضرابه من الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، ظلموا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقهم بحيث ما وجد في الإسلام ظلما وجناية أضر منها، لأنهم أسسوا مادة الظلم وأضلوا الناس عن الطريقة المستقيمة التي دل النبي صلى الله عليه وآله الأمة عليها وهداهم إليها فأوقعوهم إلى مسير الباطل والضلالة ثم أنجز آثارها القبيحة إلى آخر زمان خلفاء بني أمية ومن بعدهم من بني العباس وهكذا ينجر تبعاته إلى ظهور صاحب الأمر - المهدي عليه الصلاة والسلام الذي يقطع مادة الظلم والنفاق والكفر وينتقم من ظالمي آبائه عليهم أفضل الصلوات ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، اللهم عجل فرجهم وفرجنا بهم بحقهم عليك وبحقك عليهم آمين رب العالمين.
ومن جملة من أمعن النظر في تشخيص المذهب الحق من بين - المذاهب المختلفة الواقعة بعد النبي صلى الله عليه وآله وخصوصا في مسألة الإمامة والخلافة حتى استبصر واتبع المذهب الشيعة الاثنا عشرية بعد ما كان على مذهب أهل السنة والجماعة مدة كثيرة من عمره، المحقق الدواني (مولا جلال) الذي كان من أكابر الفضلاء ومن عظماء علماء علم الكلام وبعد ما اختار مذهب الحق بالأدلة القطعية قال: إن الذين جعلهم -
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»