لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٣١
المخالفون لمذهب أهل البيت خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله واختاروهم للإمامة مع أنهم لم يكونوا ذا نفس قدسية (حتى استحقوا بها تولية أمر الخلافة) حتى يصيروا بسببها قابلا لمقام الخلافة، كانت مرتبة عقلانيتهم و درجة تفكرهم في غاية الدنائة والخساسة على حد لم يبلغوا (لم يصلوا) إلى مرتبة أوساط الناس.
ولنذكر في المقام زيادة لبصيرة الناظرين في هذا الرسالة طرفا (مما ذكره المحقق المذكور) قال رحمه الله: في رسالته - المسماة بنور الهداية التي كانت مطبوعة في ذيل كتاب الخصائص لابن بطريق، ما هذا ترجمته وبين الأسلاف وإن كان اختلاف كثير في تعيين خليفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولهم أقوال ومذاهب مختلفة لكن القول الحق الحقيق بالتصديق منها يدور بين المذهبين فقط وهما مذهب أهل السنة والجماعة القائلين بخلافة الخلفاء الأربعة ومذهب الشيعة - القائلين بإمامة الأئمة الاثني عشر، ثم إني بعدما نظرت في كتب الفريقين رأيت فيها لإثبات مذهبهم كلمات وأدلة كثيرة لا يمكن تحريرها، لكن لما راجعت إلى قانون العقل قضيت بأن خليفة النبي صلى الله عليه وآله كان آية وأنموذجا له فلا بد أن يكون في الكمالات العلمية والعملية والنفسانية والروحانية مشابها له صلى الله عليه وآله وأن يكون ذا نفس قدسية ليكون على حسب استعداده معصوما من أول العمر إلى آخره ويكون قوله حجة لا شائبة فيه أصلا ويبقى دين النبي صلى الله عليه وآله وشريعته على حاله وبعد التتبع في الكلمات المتفق عليها (بين الفريقين) والمختلف فيها علمت بأن عليا عليه السلام بلغت كمالاته العلمية والعملية إلى حد جعله - النبي (ص) بأمر الله عز وجل في مرتبة نفسه الشريفة كما نطقت به آية المباهلة (حيث قال الله تعالى: قل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»